الجمعة 06 ديسمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

يحتضن 2.4 مليون حاج حاليا.. توسعة الحرم المكي رحلة مقدسة بدأها الصحابة ويكملها آل سعود

الحرم المكي الشريف
الحرم المكي الشريف

جاء إعلان المملكة العربية السعودية، عن استيعاب الحرم المكي لـ2.4 مليون حاج، خلال موسم الحج الحالي 2023، ليلقي الضوء على الجهود العملاقة التي تبذلها المملكة، من أجل احتضان أكبر عدد ممكن من ضيوف الرحمن.

وعلى مدار عقود طويلة مضت حرصت المملكة العربية السعودية على توسعة الحرم المكي، سواء أفقيا أو رأسيا، حتى يكون قادرا على استيعاب جميع الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة، وهو ما نتناوله ببعض التفصيل في السطور التالية.

المسجد الحرام - ويكيبيديا
الحرم المكي قديما

مراحل توسعة الحرم المكي على مر العصور

بالطبع بدأت أولى مراحل توسعة الحرم المكي، في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد فتح مكة، حيث أزال صلى الله عليه وسلم، ما كان على الكعبة من أصنام، وكان كساها وطيـبها، وهو ما منح الحجاج مساحة أكبر، كانت تحتلها الأصنام البائدة، لكنه صلى الله عليه وسلم، لم يجر تعديلات على عمارة الكعبة، وما حولها.

أما أول توسعة في مساحة الحرم المكي، فكانت خلال العام السابع الهجري، على يد الخليفة الراشد، عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فاشترى البيوت المجاورة للمسجد الحرام، ووسّع بها ساحة المطاف، وجعل له أبوابًا يدخل الحجّاج والمعتمرون منها، للطّواف حول الكعبة المشرفة.

وفي زمن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، سنة 26 للهجرة، جرت التوسعة الجديدة كما شهد المسجد الحرام لأول مرة بناء أروقة، ثم جاءت التوسعة الخامسة للحرم المكي، في عهد عبد الله بن الزّبير، عام 64 هـ، وطالت هذه التوسعة الجهات الشّرقية، والجنوبيّة، والشمالية من المسجد الحرام، كما تم سقف المسجد، ودعمه بأعمدة من الرّخام، وشراء بعض البيوت المحيطة به لضم أرضها لساحة المسجد، وبلغت التّوسعة التي أجراها عبد الله بن الزبير، نحو 4050 مترًا مسطحا.

توسعة الحرم المكي في عهد الأمويين

وفي عهد عبد الملك بن مروان وتحديدًا في سنة 75 هـ، تمت عمارةً في المسجد الحرام، دون أن يحدث أيّ زيادة في مساحته، لكنه رفع جدرانه وسقفه بالسّاج، ووضع على رأس كلّ أسطوانة خمسين مثقالًا من الذّهب. 

وفي عهد الوليد بن عبد الملك، تم لأول مرة نقل أعمدة الرخام، من مصر والشام إلى مكة على العجل، وزاد الوليد في مساحة المسجد الحرام من الجهة الشرقية، رواقًا دائريا على حافتـه، وبلغت هذه التوسعة نحو 2300 متر مربع، وكان الوليد بن عبد الملك هو أول من آزر المسجد بالرخام من داخله، كما أهدى الكعبة المشرفة هلالين وسريرا من ذهب. 

توسعة الحرم المكي في عهد العباسيين

أما في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور، فزادت مساحة الحرم المكي، وقد تمثّلت هذه الزّيادة في إقامة رواق واحد، ينفذ على صحن المسجد الحرام، كما بنى الخليفة المنصور مئذنة في ركن المسجد الشمالي الغربي، عُرفت باسم مئذنة بني سهم، أما عن شكلها فقد كان الجزء الأسفل مكعبًا، أما الجزء العلوي فهو أسطواني تعلوه خوذة المئـذنة، وبهذه الزّيادة التي بلغت نحو 4700 متر مربع.

من جهته أكمل الخليفة محمد المهـدي، عمارة المسجد الحرام، التي بدأها أبوه الخليفة أبو جعفر المنصور، فوسّع المسجد الحرام من الموضع الذي انتهى إليه والده، في الجانب الغربيّ، كما وسَّعه من أعلاه ومن الجانب اليماني، وبلغت هذه الزيادة 7950 مترا مسطحًا. 

أما العمارة الثّانية في عهد محمد المهدي، فجرت بعد أن قدم للحج عام 164هـ، وساءه أن يرى العمارة الأولى، التي أمر بإجرائها لم تجعل المسجد مربعًا وتتوسّطه الكعبة المشرفّة، فأمر المهندسين بتدارك الأمر، وإجراء التعديلات والتوسيعات اللازمة، واشترى الدور المجاورة، وأنفق أموالا طائلة حتى تحقّق له ما أراد. 

وانتهت هذه العمارة في عهد موسى الهادي، نجل محمد المهدي، لتصل الزيادة إلى نحو 2360 مترًا مربعًا، وكان عدد الأعمدة وقتها 434، وكان عدد الأبواب في المسجد 24 بابا، وأصبح للمسجد 4 مآذن في أركانه الأربعة. 

وفي عهد الخليفة العباسي المعتضد بالله، تمت إضافة دار النّدوة إلى المسجد الحرام، ودعم هذا الجزء بأساطين وطاقات وأروقة مسقّفة بالساج، المزخرف، وأوصلت بالمسجد الحرام عن طريق 12 بابا فتحت في حائط المسجد، وبلغت هذه الزّيادة 1250 مترًا مربعا. 

وفي عام 306هـ، أجرى المقتدر بالله العبّاسي زيادة أخرى بلغت 850 مترًا مربعًا، حيث كانت هناك ساحة تقع بين بابين من أبواب المسجد الحرام، أحدهما يسمّى باب الخياطين، أو باب الحزوة، والثاني يسمّى باب جمح، وكانت أمام هذه السّاحة داران لزبيدة أمّ الخليفة محمد الأمين بن هارون الرشيد، فضمت تلك المساحات جميعها للمسجد الحرام. 

شاهد.. المسجد الحرام قديماً وحديثاً
الحرم المكي

توسعات ما بعد الحريق الكبير

وعقب الحريق الكبير، الذي شب في المسجد الحرام، عام 803هـ، وما أدى إليه من دمار شامل للجانب الغربيّ من الحرم المكي، وكذلك تؤثر الجانب الشّمالي، الذي أتي فيه الحريق على سقوف المسجد وأعمدته الرّخامية، ووصل إلى الأسطوانتين اللتين هدمهما السّيل العظيم الذي داهمهما، وأسقط ما عليهما من الأعمدة والسّقوف، قرر السلطان المملوكي زين الدين برقوق إصلاح ما أتلفه الحريق، وأعاد بناء المسجد الحرام إلى ما كان عليه، لكن دون إضافة أيّ زيادات على مساحته، كما حرص سلاطين المماليك على العناية بالحرم المكي، لكن دون زيادة في مساحته.

حريق عام 1378هـ بقرب المسجد الحرام - قبلة الدنيا
حريق قرب المسجد الحرام 

الأكبر على الإطلاق.. توسعة الحرم المكي في عهد أسرة آل سعود

بدأت توسعة الحرم المكي، تأخذ شكلا مختلفا في عهد أسرة آل سعود، بداية من حكم الملك سعود، حيث أجريت توسعة شاملة للمسجد الحرام وعمارته، في ثلاث مراحل، شملت إزالة المنشآت السكنية والتجارية التي كانت مجاورة للمسعى، وكذلك إزالة المباني التي كانت قريبة من المروة، وإنشاء طابق علوي للمسعى بارتفاع تسعة أمتار مع إقامة حائط طولي ذي اتجاهين، وتخصيص مسار مزدوج يستخدمه العجزة الذين يستعينون بالكراسي المتحركة في سعيهم مع إقامة حاجز في وسط المسعى يقسمه إلى قسمين لتيسير عملية السعي. كما أنشئ للحرم 16 بابًا في الجهة الشرقية (ناحية المسعى). 

مراحل توسعة الحرم المكي في العهد السعودي | المرسال
أعمال توسعة الحرم المكي في العهد السعودي

كما تمّ إنشاء درج ذي مسارين لكلّ من الصّفا والمروة؛ خصّص أحدهما للصّعود والآخر للهبوط. كما أنشئ مجرى بعرض خمسة أمتار وارتفاع يتراوح ما بين أربعة وستة أمتار لتحويل مجرى السّيل الذي كان يخترق المسعى ويتسرّب إلى داخل الحرم، كما تم توسعة منطقة المطاف على النّحو الذي هو عليه الآن، كما أقيمت السّلالم الحاليّة لبئر زمزم. 

وكان المطاف بشكله البيضاويّ يبدو وكأنّه عنق زجاجة؛ الأمر الذي كان سببًا في تزاحم الطّائفين حول الكعبة المشرّفة. وقد زال هذا الوضع بعد إجراء توسعة المطاف. كذلك جرت وفق هذه التّوسعة إزالة قبّة زمزم التي كان يستخدمها المؤذّنون الذين أنشئ لهم مبنى خاص على حدود المطاف إضافة لبعض التطويرات العديدة، وأصبحت مساحة مسطحات المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193000 متر مربع بعد أن كانت 29127 مترًا مربعًا؛ أي بزيادة قدرها 131041 مترًا مربعًا. وأصبح الحرم المكي يتسع لحوالي 400000 مصلٍ، وشملت هذه التوسعة ترميم الكعبة المشرفة وتوسعة المطاف وتجديد مقام إبراهيم -عليه السلام-. 

وفي عهد الملك فيصل تم الإبقاء على البناء العثماني القديم، وتم عمل تصاميم العمارة الجديدة بأفضل أساليب الدمج التي تحقق الانسجام بين القديم والجديد. وما زال البناء الحالي يجمع بين التراث والمعاصرة. 

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد، خضع الحرم المكي وفي 13-9-1988م تم وضع حجر الأساس لتوسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة بحيث تتألف من الطابق السفلي (الأقبية) والطابق الأرضي والطابق الأول؛ وقد صمم، وتم بناؤه على أساس تكييف شامل، وعمل محطة للتبريد في أجياد، وروعي في الأقبية تركيب جميع الأمور الضرورية من تمديدات وقنوات. 

وعُملت فتحات في أعلى الأعمدة المربعة، حيث يتم ضخ الهواء والماء البارد فيها من المحطة المركزية للتكييف في أجياد. ومبنى التوسعة منسجم تمامًا في شكله العام مع مبنى التوسعة الأولى، وقد كُسيت الأعمدة بالرخام الأبيض الناصع، كما كسيت أرضها بالرخام الأبيض، وأما الجدران فكسيت من الخارج بالرخام الأسود المموج والحجر الصناعي، وكذلك من الداخل مع تزيينها بزخارف إسلامية جميلة، ويبلغ عدد الأعمدة للطابق الواحد ( 530) عمودًا دائريًّا ومربعًا. وجعل في هذه التوسعة أربعة عشر بابًا. 

العهد الذي نفذت به اكبر توسعة للحرمين الشريفين | المرسال
المسجد الحرام

وبذلك صارت أبواب المسجد الحرام (112) بابًا، وصنعت الأبواب من أجود أنواع الخشب، وكُسيت بمعدن مصقول ضبط بحليات نحاسية، وصُنعت النوافذ والشبابيك من الألمونيوم الأصفر المخروط وزينت بمعدن مصقول بحليات نحاسية. وعمل لهذه التوسعة مبنيان للسلالم الكهربائية في شماله وجنوبه وسُلّمان داخليان؛ وبذلك يصبح مجموع السلالم الكهربائية في المسجد الحرام تسعة سلالم، هذا عدا السلالم الثابتة الموزعة في أنحاء مبنى المسجد الحرام. في سنة 1991م أُحدثت ساحات كبيرة محيطة بالمسجد الحرام، وهُيئت للصلاة لا سيما في أوقات الزحام بتبليطها برخام بارد ومقاوم للحرارة، وإنارتها، وفرشها.

وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات (88.000) متر مربع. وفي سنة 1994م تم في المسجد الحرام توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول تسهيلا للساعين؛ وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا. وفي سنة 1996م تم أيضًا إعادة تهيئة منطقة المروة لغرض القضاء على الزحام في هذا الموقع، حتى صارت مساحة المنطقة (375) مترًا مربعًا بدلا من المساحة السابقة وهي (245) مترًا مربعًا. 

وفي سنة 1996م حصلت أيضًا توسعة الممر الداخل من جهة المروة إلى المسعى في الطابق الأول، وأُحدثت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة. وفي سنة 1997م تم إنشاء جسر الراقوبة الذي يربط سطح المسجد الحرام بمنطقة الراقوبة من جهة المروة، لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام. ويبلغ طول الجسر 72.5 مترًا، ويتراوح عرضه من عشرة أمتار ونصف إلى أحد عشر مترًا ونصف، وتم تنفيذه وفق أحدث التصاميم الإنشائية، وبما يتناسق مع الشكل الخارجي للمسجد الحرام. 

كما تم في هذا العام توسعة الممر الملاصق للمسعى الذي يستعمل للطواف بالطابق الأول في أوقات الزحام من منطقة الصفا إلى ما يقابل منتصف المسعى؛ حيث تمت توسعته، فأصبح عرضه تسعة أمتار وعشرين سنتيمترًا، ويبلغ طوله سبعين مترًا. 

وفي سنة 1998م تم تجديد غطاء مقام إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- من النحاس المغطى بشرائح الذهب والكريستال والزجاج المزخرف، وتم وضع غطاء من الزجاج البلوري القوي الجميل المقاوم للحرارة والكسر على مقام إبراهيم -عليه السلام-، وشكله مثل القبة نصف الكرة، ووزنه 1.750كجم، وارتفاعه 1.30 م، وقطره من الأسفل 40 سم، وسمكه 20 سم من كل الجهات، وقطره من الخارج من أسفله 80 سم، ومحيط دائرته من أسفله 2.51 م. ونتيجة توسعات الحرم المكي عبر العصور أصبح مجموع المساحات بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين ثلاثمائة وستة وستين ألفا ومائة وثمانية وستين مترًا مربعًا (366168) م. 

وأصبحت طاقة استيعاب المصلين في المسجد الحرام في الظروف العادية بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين أربعمائة وستين ألف) 460.000) مُصَلٍّ، بحيث يبلغ مجموع عدد المصلين في داخل المسجد الحرام والسطوح والساحات ثمانمائة وعشرين ألف (820.000) مصل. ويمكن في ذروة الزحام استيعاب أكثر من مليون مصل. حدود الحرم المكي الشريف يبلغ نصف قطر دائرة الحرم المكي 87552 كم من كل جهة من جهات مكة، ومركز هذه الدائرة الكعبة المشرفة، وقد اختلف المؤرخون في تحديد قدر المسافات التي بين الكعبة وحدود الحرم من كل جهة، ولعل هذا الاختلاف راجع إلى اختلاف الابتداء من المسجد الحرام إلى تلك الحدود، على أنهم لم يذكروا إلا مسافات الطرق الرئيسية. 

توسعة الحرم المكي الأكبر في التاريخ 

تعتبر توسعة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، من أهم المشاريع التاريخية التي شهدها المسجد الحرام على مر العصور التاريخية بل وتُعد أكبرها من حيث المساحة واستيعاب أعداد كبيرة من المصلين، كما تُعد التوسعة الثالثة للدولة السعودية، بعد توسعة الملك المؤسس، عبد العزيز بن عبد الرحمن، والملك فهد بن عبد العزيز.

وجاءت توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، التاريخية من الجهة الشمالية للمسجد الحرام وشملت ستة مكونات رئيسية وهي مبنى التوسعة والساحات الخارجية والجسور ومبنى المصاطب وممرات المشاة ومباني الخدمات بما فيها المراكز الصحية والدفاع المدني ومشفى ومحطة التكييف المركزية والتوليد الاحتياطية.

وتصب هذه المكونات في إطار التكامل فيما بينها لتكوين رؤية شاملة عصرية مع استخدام أحدث التجهيزات والتقنيات لتأمين راحة وسلامة الحجاج والمعتمرين ووصولهم بيسر وسهولة إلى المسجد الحرام، كما تحتضن التوسعة البوابة الرئيسة وهي بوابة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ترتفع فوقها مئذنة بشموخ لتصبح مآذن الحرم 11 مئذنة.

ولتسهيل حركة المصلين بشكل انسيابي وأكثر أمنًا ولإدارة وتفريغ حركة الحشود؛ روعيت إضافة عدد من الجسور ترتبط بين المصاطب الشمالية والمبنى الحالي للحرم مخترقة مبنى التوسعة بجميع مناسبها مع تهيئة الساحات الخارجية بين مبنى التوسعة والمصاطب الشمالية تستوعب أعدادا متزايدة من المصلين كما ستزدان هذه المنظومة المعمارية في الساحات الشمالية الجديدة بمظلات الفتح والغلق لحماية المصلين من الشمس والأمطار كما يتم تأمين دورات المياه والمرافق العامة أسفل الساحات كما يوجد بسطح التوسعة ساحات إضافية ومميزة للمصلين.   وتتميز توسعة الملك عبد الله بن العزيز التاريخية بسهولة الوصول إليها من خلال 20 باباً موزعة بأرجاء التوسعة ويأتي أبرزها باب الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يعد أكبر أبواب المسجد الحرام كما تتميز التوسعة بمكيفاتها المتطورة التي تشمل جميع أرجاء التوسعة كما يوجد بداخلها عدد من المشربيات التي تحتوي مياه زمزم كما تٰعد التوسعة أحد أهم أجزاء المسجد الحرام الذي يقصده ضيوف الرحمن. 

توسعة الحرم المكي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز 

دشَّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خمسة مشاريع من ضمن المشاريع المختلفة التي تتضمَّنها التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي، ويتوقع انتهاؤها بالكامل في نهاية العام الجاري 1436هـ.

في هذا التقرير عرضٌ لأعمال هذه التوسعة التي بدأت مرحلتها الأولى عام 1434هـ، وتصل مساحتها الإجمالية إلى نحو مليون متر مربع، لتجعل المسجد الحرام قادراً على استيعاب ثلاثة ملايين مصلٍّ، وتسهِّل الطواف لـ 105 آلاف طائف حول الكعبة الشريفة في الساعة. كما يعرج التقرير على التوسعتين السعوديتين السابقتين، اللتين تشكلان الأسس التي قامت عليها التوسعة الحالية.

page 81
توسعة الحرم المكي

في عام 1434هـ، وبناءً على أمر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ابن عبدالعزيز، يرحمه الله، انطلقت أعمال مشروع توسعة الحرم المكي الشريف، ليشارف اليوم على الانتهاء بالكامل بعدما وصل إلى مرحلة التشطيبات النهائية. والمشروع الذي بات يعرف باسم «التوسعة السعودية الثالثة»، هو الأكبر تاريخياً، ويتناول تطوير الحرم في مختلف النواحي العمرانية والفنية والأمنية، انطلاقاً من التزايد المستمر في أعداد زوار بيت الله الحرام، والتزاماً بنهج إيلاء الحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن الاهتمام والعناية اللازمين، الذي شغل ولاة أمر المسلمين منذ عصر الخلفاء الراشدين، وحتى اليوم، وبشكل خاص منذ توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يرحمه الله.

page 82
توسعة الحرم المكي

أسس الملك عبدالعزيز بأعماله قاعدة لمن بعده من الملوك من أبنائه، الذين ساروا على نهجه، فاهتموا برعاية الحرمين الشريفين،
فقد أسس الملك عبدالعزيز – يرحمه الله – قاعدة رئيسة مشى عليها كل حكام المملكة من بعده، حيث أولى الحرمين الشريفين كبير عنايته واهتمامه، وكان حريصاً كل الحرص على راحة ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله وزوار مسجد نبيه – صلى الله عليه وسلم -، حيث أصدر توجيهه الصريح في حينه إلى مجلس الشورى، آنذاك، يأمره بتكوين لجنة خاصة تعمل على:
«العناية بشأن الحج والحجاج لأن السعي لخدمة مصالح الحجاج في هذه البلاد المقدسة من أسباب القرب إلى الله، إن شاء الله تعالى، ومن الواجب لمصلحة هذه البلاد العناية بهم، والسهر على راحتهم».

ولهذا الغرض السامي حظي الحرم المكي الشريف بجلِّ اهتمامه منذ اللحظة الأولى لدخوله إلى الحجاز عام 1344هـ، حيث أصدر أمره بعمل الترميمات والإصلاحات اللازمة لجدرانه، وأعمدته، وممراته، وحاشية مطافه، ومنائره. واهتم براحة ضيوف بيت الله وحمايتهم من الأذى، فكان أول من نصب المظلات في نهاية كل رواق، مما يلي الساحات الداخلية للمسجد من الجهات الأربع، حتى يحتمي تحتها المصلون من حر الشمس، حيث عُملت من الخشب الجاوي، وكُسيت بالقماش الثخين الأبيض.

كما أصلح في عهده مظلة مقام سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، وقبة زمزم، وشاذروان الكعبة المعظمة. وكان كذلك أول من رصف أرض المسعى بالبلاط الحجري المربع، بعد أن عانى الحجاج لقرون طويلة من أثر الأتربة والغبار، وظلل منطقة المسعى من الصفا إلى المروة، وزاد على ذلك أنه كان أول من توسع في إضاءة المسجد الحرام، حيث أمر – يرحمه الله – في عام 1346هـ بتركيب ماكينة الكهرباء الجديدة وتركيب مصابيح كهربائية حديثة.

shutterstock_172282568
أعمال التوسعة الثالثة للحرم المكي

التوسعة الحالية استهدفت تعلية أدوار الحرم المكي لتصبح أربعة أدوار بالتوازي مع مسطحات المسعى كذلك..
وبذلك أسس الملك عبدالعزيز بأعماله قاعدة لمن بعده من الملوك من أبنائه، الذين ساروا على نهجه، فاهتموا برعاية الحرمين الشريفين، وكان بذلك أن عاش الحرم المكي والمسجد النبوي أكبر توسعة لهما في التاريخ على عهد كل من الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد الذي مثَّلت توسعته نقلة نوعية للحرمين الشريفين إجمالاً، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يرحمه الله، الذي أسس للتوسعة الحالية وهي الثالثة للحرم المكي الشريف، واستمر في السهر على حُسن تنفيذها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله.

التوسعة السعودية الثالثة
يتضمَّن المشروع الشامل للتوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي الشريف اثني عشر مكوّناً رئيساً على النحو التالي:
توسعة المبنى الرئيس للمسجد الحرام
توسعة المسعى
توسعة المطاف
توسعة الساحات الخارجية وزيادة عدد الجسور
زيادة عدد المساطب
إنشاء مجمع مباني الخدمات المركزية ونفق الخدمات
إنشاء المباني الأمنية
إنشاء مستشفى مركزي
عمل عدد من أنفاق المشاة
إنشاء محطات النقل والجسور المؤدية إلى الحرم
عمل الطريق الدائري الأول المحيط بمنطقة المسجد الحرام
الانتهاء من أعمال البنية التحتية وتشمل محطات الكهرباء وخزانات المياه

وقد دشَّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في ليلة 25 من شهر رمضان المبارك من عام 1436هـ خمسة مشاريع رئيسة ضمن المشروع الشامل للتوسعة، الذي تشرف على تنفيذه وزارة المالية، وهي:
مشروع مبنى التوسعة الرئيس
مشروع الساحات
مشروع أنفاق المشاة
مشروع محطة الخدمات المركزية للحرم
مشروع الطريق الدائري الأول

وهكذا، فقد استهدفت هذه التوسعة الحرم المكي، ليتسع لحوالي مليوني مصلٍّ، كما اهتمت بزيادة مساحات الساحات الخارجية وتظليلها بـ 250 مظلة، مع احتوائها على العدد الكافي من دورات المياه والممرات والأنفاق والمرافق الأخرى المساندة، التي تعمل على انسيابية الحركة في دخول المصلين وخروجهم.

شملت التوسعة أيضاً منطقة الخدمات والتكييف ومحطات الكهرباء ومحطات المياه وغيرها. وبذلك فمن المفترض أن تغطي أعمال التوسعة مساحة 750,000 متر مربع. كما يشتمل المشروع على توسعة ساحات الحرم من جهة الشامية، ابتداءً من باب المروة وانتهاءً بحارة الباب وجبل هندي من جهة الشامية، وعند طلعة الحفائر من جهة باب الملك فهد.

page 83
توسعة الحرم المكي

وإضافة إلى ما تقدَّم، تشمل هذه التوسعة زيادة مساحة صحن المطاف. فقد تم هدم البناء العثماني، وتوسيع الحرم من الجهات الثلاث وقوفاً عند المسعى، الذي زيد عرضه ليبلغ 40 متراً. ويقوم المشروع على إعادة ترتيب الحرم القديم والتوسعة السعودية الأولى، ليتماشى مع توزيع الأعمدة المقترح لتوسعة المطاف، وذلك بتخفيض عدد أعمدة الدور الأرضي والبدروم بنسبة 30 في المائة، وتخفيض عدد أعمدة الدور الأول بنسبة 75 في المائة، ليكون إجمالي تخفيض عدد أعمدة الحرم بنسبة 44 في المائة، وهو ما يمنح الطائفين شعوراً واضحاً بالسعة والراحة أثناء تأدية الطواف.

كما يتضمن المشروع إعادة إنشاء الحرم القديم والتوسعة السعودية الأولى وتوسعة المنطقة المحاذية للمسعى لتصبح بعرض 50 متراً بدلاً من 20 متراً، وبذلك يتم حل مشكلة الاختناق التي كان يواجهها الطائفون في تلك المنطقة.

ويتضمن المشروع إعادة تأهيل المنطقة بين الحرم الحالي والتوسعة السعودية الثالثة مع إنشاء جسور للربط بينهما في مناسيب الدور الأول والسطح.

 وقد روعي في التصميم الاختلاف الحالي في مناسيب الحرم، وصحن المطاف، وذلك بتخفيض منسوب الحرم القديم ليصبح بمنسوب صحن المطاف، وتحقيق الارتباط المباشر لبدروم التوسعة الثانية، وكذلك المسعى ليصبح بكامل عرض المبنى الجديد، مما يحقق الارتباط والاتصال البصري بالكعبة المشرفة.

وللحفاظ على الإرث التاريخي لعمارة الحرم الشريف فقد اهتم القائمون بأعمال التوثيق بكافة أشكاله باستخدام أحدث التقنيات لتوثيق أدق التفاصيل، تمهيداً لإعادة بناء الأروقة القديمة، باستخدام العناصر المعمارية التاريخية نفسها بشكل يتناسب مع التخطيط الجديد.

مراحله الثلاث
ونظراً لضخامته، تم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل خلال سنوات ثلاث. حيث بدأ العمل في شهر محرم من عام 1434هـ بإزالة الجزء الأول من المباني وتنفيذ أعمال الإنشاء لهذه المرحلة، وهو ما أدى إلى انخفاض ملحوظ بالطاقة الاستيعابية للمطاف من 48 ألفاً، إلى 22 ألف طائف في الساعة. ولحل هذا الأمر، أنشئ جسر الطواف المؤقت بعرض 12 متراً، لترتفع الطاقة الاستيعابية لعدد الطائفين في الحرم إلى 35 ألف طائف في الساعة. وشمل المشروع تركيب الجسور الرابطة للدور الأول للمسجد الحرام بصحن الطواف المعلَّق، المكون من مدخلين، رئيس وفرعي، إضافة إلى مخرج طوارئ يُستخدم عند الحاجة، ويحتوي على مخارج مباشرة إلى البوابات في اتجاه باب الملك عبدالعزيز وباب العمرة، والأخرى تؤدي مباشرة إلى ساحة المسعى.

page 84
التوسعة الثالثة 

ومع ابتداء العام 1435هـ، استؤنف العمل بإزالة الجزء الثاني من المباني وانتقال حركة الطواف إلى الجزء المتاح من الصحن والمطاف المؤقت بدوريه الأول والثاني، وابتدأت معها الأعمال الإنشائية للمرحلة الثانية بعد تركيب الأسوار العازلة لمنطقة العمل مع الإبقاء على بعض الأسوار الجزئية للمرحلة الأولى لأغراض التشطيب النهائي حتى نهاية شهر شعبان من هذا العام 1436هـ. بحيث لا ينتهي العام الجاري إلا وتكون كافة الأسوار المؤقتة قد أزيلت مع المطاف المؤقت. وبذلك يكتمل رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف ليصبح عدد الطائفين في المبنى بدون الطواف المؤقت حوالي 105 آلاف طائف في الساعة.

حوى المشروع أنظمة متطورة، كنظام الصوت، حيث بلغ إجمالي عدد سماعات الحرم قرابة 4524 سماعة..
تجدر الإشارة إلى أن التوسعة الحالية استهدفت تعلية أدوار الحرم المكي لتصبح أربعة أدوار بالتوازي مع مسطحات المسعى كذلك. وهكذا فمع الانتهاء من أعمال التوسعة الحالية يكون بمقدور الحرم استيعاب أكثر من ثلاثة ملايين مصلٍّ، و105 آلاف طائف حول الكعبة في الساعة الواحدة. متمتعين بمنظومة متكاملة من عناصر الحركة الرأسية، حيث تشمل التوسعة الثالثة سلالم متحركة وثابتة ومصاعد متطورة، روعيت فيها أدق معايير الاستدامة، من خلال توفير استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، كذلك اعتماد أفضل أنظمة التكييف والإضاءة. كما عملت على تهيئة الساحة الخارجية الواقعة بين باب الفتح وباب العمرة لتنفيذ البنية التحتية والخدمات لصالح المشروع ليكون امتداداً للتوسعة واتصالها مع الجهة الشمالية للمسجد الحرام.

من جانب آخر، فقد حوى المشروع أنظمة متطورة، كنظام الصوت، حيث بلغ إجمالي عدد سماعات الحرم قرابة 4524 سماعة، كذلك نظام إنذار الحريق ونظام كاميرات المراقبة حيث بلغ إجمالي عدد الكاميرات قرابة 6635 كاميرا، علاوة على أنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي، وغير ذلك. كما حوى مبنى الحرم مجموعة كبيرة من مشارب زمزم ضمن منظومة عمل دقيقة، حيث بلغ عدد مشارب مياه زمزم المبردة قرابة 2528 مشربية.

التوسعتان السعوديتان السابقتان
التوسعة الأولى
تجدر الإشارة إلى أن التوسعة الأولى للحرم المكي الشريف قد مرت بأربع مراحل متتالية، كانت الأولى بين عامي 1375 و1381هـ، وشملت بناء المسعى بطابقيه، بعرض 20 متراً وارتفاع 12 متراً للطابق الأول، و9 أمتار للطابق الثاني. وجعل للطابق الأول من المسعى ثمانية أبواب على الواجهة الشرقية للشارع العام للدخول منها إلى المسجد الحرام، وجعل للطبقة الثانية منه مدخلان من خارج الحرم، أحدهما عند الصفا، والآخر عند المروة، كما جعل لهما مصعدان، أحدهما عند باب السلام والآخر عند باب الصفا.

أما المرحلة الثانية فقد كانت بين عامي 1381 و1389هـ وتضمنت أعمال عمارة المسجد الحرام والجزء الخارجي من المبنى الجديد. كما شملت هذه المرحلة توسعة منطقة المطاف، وعمل سلالم لبئر زمزم.

وكانت المرحلة الثالثة للتوسعة الأولى بين عامي 1389 و1392هـ وفيها تم بناء المُكبَّرية، وإنشاء الميادين حول الحرم. وتضمَّنت المرحلة الرابعة التي كانت بين عامي 1393 و1396هـ تجديد الحرم القديم بأركانه الأربعة لإنشاء البوابات الثلاث الرئيسة.

وهكذا أصبح للحرم مع نهاية التوسعة السعودية الأولى 64 باباً موزَّعة على مختلف جهاته، أكبرها باب الملك عبدالعزيز الواقع في الجهة الجنوبية للمسجد في اتجاه أجياد، وباب العمرة الواقع في الجهة الغربية من المسجد الحرام، وباب السلام ويوجد في الجهة الشمالية من المسجد الحرام. كما أنشئت في هذه التوسعة سبع منارات ارتفع كل منها 89 متراً، موزعة على أبواب الصفا، وباب الملك عبدالعزيز، وباب العمرة، وباب السلام.

التوسعة الثانية
ثم كانت أعمال التوسعة السعودية الثانية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، يرحمه الله، حيث أمر في عام 1403هـ بنزع ملكيات عقارات السوق الصغير غرب المسجد الحرام، تهيئة لتوسعته الكبرى. وفي عام 1406هـ أمر بتبليط سطح التوسعة السعودية الأولى بالرخام البارد المقاوم للحرارة، وقبل ذلك لم يكن يُستفاد من السطح إلا لأعمال الكهرباء، التي كانت شبكاتها المنتشرة في مواضع متفرقة من السطح تعيق المصلين، فأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد أن تُجمع جميع شبكات الكهرباء في قباب جميلة. وقد بلغت مساحة السطح 61,000 متر مربع، بحيث بات يتسع لتسعين ألف مصلٍّ. كما أنشئت خمسة سلالم كهربائية لتسهيل الصعود والنزول، وبُنيت خمسة جسور علوية للدخول إلى الطابق الأول والخروج منه من جهة الشمال.

وفي الثاني من شهر صفر عام 1409هـ وضع الملك فهد بن عبدالعزيز – يرحمه الله – حجر الأساس للبدء في التوسعة السعودية الثانية، التي اختير لها الناحية الغربية من المسجد الحرام، بالمنطقة التي كانت تعرف بالسوق الصغير، الواقعة بين باب العمرة وباب الملك عبدالعزيز.

وقد شملت التوسعة قبو الحرم والطابق الأرضي والطابق الأول منه. ورُوعي تكييفه بالكامل عبر محطة للتبريد أنشئت في أجياد، كما روعي في الأقبية عمل فتحات في قواعد الأعمدة المستديرة لامتصاص الهواء الساخن، واستخدم للتبريد أسلوب ضخ الهواء والماء البارد معاً من المحطة المركزية للتكييف في أجياد، وأضيف إلى التوسعة أربعة عشر باباً، ليصبح عدد أبواب الحرم 112 باباً، مصنوعة من أجود أنواع الخشب، ومكسوة بمعدن مصقول بحليات نحاسية، كما صُنعت النوافذ من الألمنيوم الأصفر المخروط ومعدن مصقول بحليات نحاسية.

وعُمل لهذه التوسعة مبنيان للسلالم الكهربائية في شماله وجنوبه، وسلَّمان داخليان، وبذلك يصبح مجموع السلالم الكهربائية في المسجد الحرام تسعة سلالم، هذا عدا السلالم الثابتة الموزعة في أنحاء مبنى المسجد الحرام.

وقد تم ربط التوسعة الثانية التي انتهت في عام 1413هـ بالتوسعة الأولى عن طريق فتحات واسعة. وذلك بعد نقل مواقع الأبواب التي كانت قبل التوسعة الثانية في جهة السوق الصغير مع المحافظة على العناصر الإنشائية للتوسعة الأولى.

وخلال هذه الفترة جرى عمل أكبر ترميم للكعبة المشرفة منذ إنشائها. حيث، وبعد مرور حوالي 375 عاماً من آخر ترميم لها عام 1040هـ، ظهرت قشور وفجوات على سطح الحجارة الخارجية لجدار الكعبة المشرفة، وشقوق في مونة الفواصل بين الحجارة للأجزاء العليا والسفلى من حائطها.

فكان الأمر في أوائل شهر ذي الحجة من عام 1414هـ بإصلاح الفواصل الخارجية والتقشرات والفجوات التي ظهرت على الحجارة، وما يحتاجه جدار الكعبة المشرفة الخارجي من إصلاح، ثم كان الأمر بإجراء ترميم شامل للكعبة المشرفة ابتدأ العمل به في العاشر من شهر محرم من عام 1417هـ.

جسر المطاف المؤقت:
تم استحداث فكرة المطاف المؤقت ليكون من جملة الحلول البنَّاءة لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف أثناء مراحل تنفيذ مشروع توسعة صحن المطاف بمستوياته المتكررة المقرر الانتهاء منها في نهاية العام الهجري الجاري، لضمان طاقة استيعابية كافية (150 ألف طائف في الساعة) لتوفير خدمة كاملة لضيوف الرحمن خاصة في موسمي الحج والعمرة.
يتسع جسر المطاف لـ 150,000 طائف في الساعة

بعض الأرقام والمعطياتالأبواب:
يبلغ إجمالي عدد أبواب مبنى التوسعة السعودية الثالثة 188 باباً، ويبلغ وزنها الإجمالي حوالى 8300 طن. منها بوابتان رئيستان و8 بوابات ثانوية، و68 بوابة فرعية، ليبلغ إجمالي عدد مداخل مشروع مبنى التوسعة وحده 78 بوابة.أما الأبواب الخارجية بكل الأدوار فتبلغ 238 باباً، منها 60 باباً برونزياً في الواجهة الشمالية، بوزن يبلغ 50 طناً للباب والمشربية. وفي الواجهة الجنوبية 93 باباً برونزياً يبلغ وزن كل باب 40 طناً مع المشربية، وفي الواجهة الشرقية 68 باباً والواجهة الغربية 17 باباً، وكل من هذه الأبواب يزن 45 طناً مع المشربية.
القباب:
يشمل مشروع التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام إنشاء مجموعة تتكون من 6 قباب بعضها متحرك وبعضها ثابت. وأكبرها القبة الرئيسة لمبنى التوسعة فوق البهو الداخلي لباب الملك عبدالله. وهي قبة متحركة تبلغ أبعاد محيطها 36.5 متراً وارتفاعها 21 متراً ومن الأرض إلى سقف القبة 80 متراً، ويبلغ وزنها الإجمالي 860 طناً.

الإضاءة:
في مبنى التوسعة الجديد هناك 1020 نجفة بأحجام وطرز مختلفة. إلى جانب 3600 وحدة إضاءة حائطية. ويبلغ عدد وحدات الإضاءة الخارجية للمبنى 1144 وحدة، وجميعها من نوع (LED Light).

محطة التبريد:
تُعد محطة تبريد الحرم المكي الشريف أكبر محطة تبريد مركزي في العالم. إذ إنها تحتوي على 16 جهاز تبريد، تبلغ قوة كل واحد منها 5 آلاف طن. ويعد الجهاز الأكبر للتبريد حتى اليوم.

page 86 c
توسعة الحرم المكي

الكهرباء:
أنشئت 5 محطات توليد للتيار الكهربائي، أكبرها الرئيسة بطاقة 380 / 110، وتم ربطها آلياً بحيث إنه لو خرجت أية محطة عن الخدمة ولأي سبب كان، يتم تحميل دورها على بقية المحطات الأربع الأخرى لضمان استمرار التغذية الكهربائية للمسجد الحرام.

ويتوافر في المحطة المركزية 14 مولداً كهربائياً احتياطياً بقوة 5.5 ميغا فولت أمبير، تعمل لمدة 8 ساعات بلا انقطاع وبكامل طاقتها.

السلالم الكهربائية:
يبلغ إجمالي السلالم الكهربائية المستخدمة في مشاريع التوسعة 680 سلماً، المخصص منها لمبنى التوسعة 242 سلماً، بطاقة تشغيلية للسلم الواحد تبلغ 9 آلاف شخص في الساعة الواحدة.

المصاعد:
خصص 158 مصعداً لمشاريع التوسعة. وتتراوح حمولات المصاعد بين 1600 كغ خُصصت للزائرين، و2500 كغ لمصاعد الخدمات، و7000 كغ لبعض مصاعد خدمات مبنى التوسعة.

الأنفاق:
لتسهيل عبور المشاة من المناطق المختلفة للوصول إلى مشروع التوسعة الثالثة، تم عمل أول منظومة لأنفاق المشاة بعرض 16 متراً في الجهة الشمالية للمسجد الحرام، وتتكون من نفقين للمشاة بعمق 200 متر، الأول يتجه إلى منطقة الحجون بطول 1100 متر، والآخر يتجه إلى حي جرول بطول 1000 متر تتوافر فيها أفضل أنظمة التهوية ومنع التلوث والإضاءة. وداخل كل نفق تتوافر 80 دورة مياه للرجال والنساء مكيَّفة ومنفَّذة وفق أفضل التصاميم

تم نسخ الرابط